لأنّ ركوب الجواد مع ذكر كرور الخيل أجود، وذكر الخمر مع ذكر الكواعب أحسن.

قال أبو أحمد: الذى جاء به امرؤ القيس هو الصحيح؛ وذلك أن العرب تضع الشىء مع خلافه فيقولون: الشدة والرخاء، والبؤس والنعيم، وما يجرى مع ذلك. وقالوا فى قول ابن هرمة «1» :

وإنى وتركى ندى الأكرمين ... وقدحى بكفّى زندا شحاحا

كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا

وقول الفرزدق:

وإنك إذ تهجو تميما وترتشى ... سرابيل قيس أو سحوق العمائم

كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أذاعته رياح السمائم

كان ينبغى أن يكون بيت ابن هرمة مع بيت الفرزدق وبيت الفرزدق مع بيت ابن هرمة، فيقال:

وإنى وتركى ندى الأكرمين ... وقدحى بكفّى زندا شحانا

كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أذاعته رياح السمائم

[ويقال] «2» :

وإنك إذ تهجو تميما وترتشى ... سرابيل قيس أو سحوق العمائم

كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا

حتى يصحّ التشبيه للشاعرين جميعا.

ومن المتنافر الصدر والأعجاز قول حبيب بن أوس «3» :

(10- الصناعتين)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015