طلب العلم قديما عند محمد بن مسعود بن سابق، وابن يعيش. كثيرا يجله ويكرمه وكان حافظا لمذهب مالك، وقورا عاقلا حسن السمت. وتوفي بطليطلة وصلى عليه ابن الفخار من كتاب ابن مطاهر.
هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن الصابوني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد.
رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وروى هنالك عن أبي الحسن القابسي، وأبي الفضل الهروي، وعن أبي القاسم علي بن إبراهيم التميمي الدهكي البغدادي، وعن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهم. وكان خيرا فاضلا، عفيفا طيب الطعمة. مخزون اللسان، جيد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث. دؤباً على النسخ، جماعا للكتب، جيد الخط. وله كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم كثير الفائدة. وتوفي عن علة طاولته زمأنا في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه يونس بن عبد الله القاضي. ذكره ابن حيان ووصفه بما ذكرته.
هشام بن سعيد بن لؤلؤٍ الضرير: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد. روى عن أبي سعيد الجعفري، ويونس بن عبد الله القاضي، وابن عابد وأدى الفريضة. حدث عنه أبو مروان الطبني وقال: جمعتني وإياه مجالس عند يونس القاضي وابن عابد.
سمع: من القاضي خلف بن عيسى بن أبي درهم، ورحل إلى المشرق وسمع من أبي العباس الرازي، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن فراس، وأبي بكر بن سختويه الإسفرايني، وأبي العباس بن منير، وأبي عمران الفاسي وجماعة كثيرة سواهم.