قدم الأندلس وأخذ عنه أهلها. روى عنه أبو الحسن المقرئ وقال: كان رجلا نبيها، عالما بالفقه، وإماما في أصول الدين وله في ذلك تواليف حسان مفيدة. وكان مع ذلك ذا حظٍّ وافر من البلاغة والفصاحة. وقال: وتوفي بالصحراء ولا أقف على تاريخ وفاته.
وقال أبو العباس الكناني: دخل قرطبة في سنة سبع وثمانين وأربع مائة. رجلٌ من القرويين اسمه محمد بن الحسن الحضرمي؛ يكنى: أبا بكر، ويشتهر بالمرادي. له نهوض في علم الاعتقادات، والأصول. ومشاركة في الأدب، وقرض الشعر، اختلف على أبي مروان بن سراج في سماع التبصرة لمكي. حدثني مشافهة بكتاب فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن محمد التميمي القصديري، عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن عبد البر التميمي، عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري عن الثعالبي. وكتب إلى القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه توفي بمدينة أزكد بصحراء المغرب وهو قاض بها سنة تسع وثمانين وأربع مائة.
دخل الأندلس طابا للعلم، فسمع من أبي عبد الله بن المرابط بالمرية، وأبي مروان ابن سرج وغيرهما.
وكان من أهل العلم والفضل وتولى القضاء بسبتة وبفاس أيضا. وتوفي سنة ثلاث أو أربع وخمس مائة. ثم كتب إلى القاضي أبو الفضل يذكر أنه توفي صبيحة يوم السبت لسبع بقين من جمادى الأولى سنة خمس وخمسمائة. وكان مولده سنة سبع وعشرين وأربع مائة.
روى عن أبي الحسن اللخمي الفقيه كتاب التبصرة في الفقه من تأليفه، وقدم غرناطة وسلب في طريقها، وأخذ الناس عنه بها وتوفي سنة ثمان وخمس مائة بغرناطة.