وسمع الناس منه بقرطبة وبلنسية، والمرية وغيرها من البلاد. وتوفي بإغمات في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وأربع مائة.
روى بالقيروان عن أبي عمران الفاسي. ومروان بن علي البوني، وعلي بن أبي طالب العابر، وأكثر عنه، وعبد الحق الصقلي وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم عالما بالعبارة وجمع فيها كتبا واستوطن المرية. وسمع الناس منه وأخذ عنه جماعةٌ من شيوخنا، وحدثونا عنه. وسمعت بعضهم يضعفه. وتوفي بالمرية سنة إحدى، أو اثنتين وثمانين وأربع مائة. وصلى عليه أبو عبد الله بن الفراء بوصيته بذلك إليه.
خرج عن القيروان عند اشتداد فتنة العرب عليها سنة سبع وأربعين وأربع مائة. وقدم الأندلس وسكن المرية وغيرها.
وكان من جلة الأدباء، وفحول الشعراء وله كتاب صنفه في معنى ذلك كله، له رواية عن أبي الحسن القابسي الفقيه، وأبي عمران الفاسي وصحبهما، وقد أثنى عليه أبو الوليد الباجي ووصفه بالعلم والذكاء. وقد أخبرنا عنه ابنه الأديب أبو الفضل جعفر ابن محمد بجميع مجموعات أبيه وكتب بذلك إلينا بخطه رحمه الله.
روى بمكة: عن كريمة بنت أحمد المروزي وغيرها. وقدم الأندلس وأخذ عنه أهل غرناطة. وكان من أهل الكلام ماثلاً إليه.
أخبرنا عنه أبو بكر بن عطية وأبو الحسن علي بن أحمد المقرئ في كتابهما إلينا. وتوفي بمصر في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مائة.