قاسم بن محمد بن هشام الرعيني، المعروف بابن الماموني: من أهل المرية، يكنى: أبا محمد.
روى بمصر عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد، وعبد الوهاب بن أحمد بن الحسن ابن منير. وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. حدث عنه ابنه حجاج بن قاسم، وأبو مروان الطبني، وأبو مطرف الشعبي وغيرهم.
قال ابن مدير: وتوفي في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة وقد نيف على السبعين رحمه الله. وكتب إلى القاضي بن عياض يذكر أن أصل قاسم هذا من سبتة وبها ولد فيجب ذكره في الغرباء.
القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا محمد، ويعرف: بابن الريوالي.
روى عن أبيه، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الشنتجيالي. ورحل إلى المشرق وأدى الفريضة، وروى عن أبي عمران القابسي وغيره، وكان عالما بالحديث، ضابطا له، عارفا باختلاف الأئمة، عالما بكتاب الله تعالى، عالما بالقراءات السبع، متكلما في أنواع العلم، لم يكن يرى التقليد بل كان مختارا. وله رسائل كثيرة وتواليفه حسنة. وشرع في جمع الحديث في كتابٍ سماه الاستيعاب، فقطع عن إتمامه منيته. وكان شاعرا أديبا، متقدما في المعارف كلها، صادقا، دينا، ورعا، متقللا من الدنيا، وله روايات مشهورة عن أبيه وغيره وهو القائل:
يا طالبا للعلا مهلا ... ما سهمك اليوم بالمعلى
كم أملٍ دونه احترام ... وكم عزيزٍ أذيق ذلا
أبعد خمسين قد تولت ... تطلب ما قد نأى وولى
في الشيب إما نظرت وعظٌ ... قد كان بعضا فصار كلاً