وتوفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وكان مولده سنة سبع وأربعين وأربع مئة.

عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري والدي رحمت الله عليه، يكنى: أبا مروان.

أخذ القراءات عن القاضي أبي زكرياء يحيى بن حبيب وغيره. وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه كثيرا ولازمه طويلا. وأخذ عن جماعة سواهما من شيوخنا وغيرهم. وكان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، عارفا بالشروط وعللها. حسن العقد لها، مقدما في معرفتها وإتقانها، وكان كثير التلاوة للقرآن العظيم ليلا نهارا ويختمه كل يوم جمعة.

وتوفي رحمه الله صبيحة يوم الأحد، ودفن عشي يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الآخرة من سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمسمائة. ودفن عند باب مسجده بطرف الربض الشرقي، وحضره جمع عظيم من الناس.

عبد الملك بن مسرة بن فرج بن خلف بن عزيز اليحصبي: من أهل قرطبة، وأصله من شنتمرية من شرق الأندلس ومن مفاخرها وأعلامها، يكنى: أبا مروان.

أخذ عن أبي عبد الله محمد بن فرج الموطأ سماعا، وأخذ عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم واختص بالقاضي أبي الوليد بن رشد وتفقه معه. وصحب أبا بكر بن مفوز فانتفع به في معرفة الحديث والرجال والضبط. وكان ممن جمع الله له الحديث والفقه مع الأدب البارع، والخط الحسن، والفضل والدين والورع والتواضع والهدى الصالح. وكان على منهاج السلف المتقدم، أخذ الناس عنه. وكان أهلا لذلك العلو ذكره، ورفعة قدره. وتوفي رحمه الله ودفن يوم الخميس بعد العصر لثمان بقين من رمضان من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015