حفظ الحافظ، ودونه يكون علم العلماء فاق الناس في وقتهن وكان حسنة من حسنات الزمان، وبقية من الأشراف والأعيان.

قال أبو علي: سمعته غير مرة يقول: مولدي لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع مئة.

قال لي الوزير أبو عبد الله بن مكي: وتوفي رحمه الله ليلة عرفة سنة تسع وثمانين وأربع مئة. ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو الحسين سراج بن عبد الملك رحمهما الله.

عبد الملك بن عبد العزيز بن فيرة بن وهب بن غردي: من أهل مرسية، وأصله من شنتمرية، يكنى: أبا مروان.

سمع: من أبي علي الغساني وغيره. وله رحلة إلى المشرق حج فيها ودخل بغداذ، ودمشق وغيرهما. وروى هنالك يسيرا وقد أخذ عنه شيخه أبو علي بعض ما عنده. وسمع منه أيضا جماعة من أصحابنا، وكان حافظا للرأي، ذاكرا للمسائل وذلك كان الأغلب عليه مع خير وصلاح. كتب إلينا بإجازة ما واه بخطه. وقال لنا بعض أصحابنا: وتوفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة. ومولده سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة.

عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن محمد ابن علي بن شريعة اللخمي، يعرف: بابن الباجي. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا مروان.

روى عن أبيه، وعن عميه أبي عبد الله محمد، وأبي عمر أحمد، وابن عمه أبي محمد عبد الله بن علي بن محمد، وكان: من أهل الحفظ للمسائل، متقدما في معرفتها، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، واستقضى ببلده مرتين. وكان: من أهل الصرامة والنفوذ في أحكامه، ثم صرف عن القضاء، وناظر الناس عليه، وحدث وكف بصره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015