وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن بن مغيث، وأخبرني به غير مرة مشافهة قال: وجدت بخط أبي محمد بن حزم أنه قتل في الدخلة وبقي في مصرعه حتى تغير، وكفنه ابنه في نطع.
قال الحميدي: أنشدني أبو محمد بن أبي عمر اليزيدي الحافظ، قال أنشدني أبو بكر محمد بن إسحاق المهلبي لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن الفرضي قالها في طريقه إلى المشرق، وكتب بها إلى أهلهن وكان قد رحل في طلب العلم وتغرب وألف في المؤتلف والمختلف وغيره.
وتوفي في حدود الأربع مائة مقتولا مظلوما في الفتن:
مضت لي شهورٌ منذ غبتم ثلاثة ... وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا
ومالي حياةٌ بعدكم أستلذها ... ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا
ولم يسلني طول التنائي هواكم ... بلى زادني شوقا وجدد لي ذكرى
يمثلكم لي طول شوقي إليكم ... ويدنيكم حتى أناجيكم سرا
سأستعتب الدهر المفرق بيننا ... وهل نافعي أن صرت استعتب الدهرا
أعلل نفسي بالمنى في لقائكم ... واستسهل البر الذي جبت والبحرا
ويؤنسني طي المراحل دونكم ... أروح على أرضٍ وأغدو على أخرى
وتالله ما فارقتكم عن قلي لكم ... ولكنها الأقدار تجري كما تجري
رعتكم من الرحمن عينٌ بصيرةٌ ... ولا كشفت أيدي الردى عنكم سترا
قال الحميدي: وأنشدني له أبو محمد علي بن أحمد الفقيه: