روى بقرطبة عن أبي حفص عمر بن حسين بن نابل، وأبي بكر التجيبي، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، ومحمد بن عمر بن الفخار، وأبي عمر الطلمنكي، وحماد الزاهد، وأبي محمد بن الشقاق الفقيه وجماعةٍ سواهم.
ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربع مائة فبقي بالقيروان عند أبي الحسن القابسي الفقيه ولازمه في السماع والرواية حتى سمع عليه أكثر روايته إلى أن توفي الشيخ أبو الحسن في جمادى الأول سنة ثلاث، فرحل إلى مكة حرسها الله بقية عامه وحج فيه ولقي أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقي وكان أحد المسندين الثقات فقرأ عليه وأجاز له، ولقي أبا سعيد السجري راوي كتاب مسلم فحمله عنه، وأبا بكر بن عزرة فأخذ عنه وأجازه.
ثم انصرف إلى القيروان سنة أربع ولم يكتب بمصر عن أحد شيئا فبقي بالقيروان في مقابلة كتبه، وانتساخ سماعاته من أصول الشيخ أبي الحسن وأخذها عن أبي عبد الله محمد بن مناس القروي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن مسمار، وأخذ عن أبي عبد الله محمد ابن سفيان المقرىء كتابه الهادي في القراءات، وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه.
ثم انصرف إلى الأندلس وقد جمع علما كثيرا، وسكن طليلطة مدة وروى بها عن أبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد بن ذنين، وأبي مغلس وغيرهم. ولقي بها أبا الحسن علي بن إبراهيم التبريزي وسمع عليه تفسير القرآن للنقاش. وسمع ببجانة من أبي القاسم الوهراني وغيره.
قال أبو علي: كان أبو القاسم هذا ممن عني بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي وكتب أكثر كتبه بخطه وتأنق فيها. وكان حسن الخط.