إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

[درجته: سنده صحيح، ابن إسحاق لم يدلس والزهري هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته. تقريب التهذيب (506)].

18 - قال البيهقي الكبرى (8 - 143): حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وأبو محمَّد بن أبي حامد المقرئ قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمَّد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استعمل رجلًا منكم قرن معه رجلًا منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك. فقام زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقام أبو بكر -رضي الله عنه- فقال: جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه. ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر -رضي الله عنه- على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًا -رضي الله عنه-، فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم لم ير الزبير بن العوام -رضي الله عنه- فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال: بن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015