8 - قال ابن إسحاق السيرة النبوبة (6 - 66): قال الزهري وحدثني عبد الله ابن كعب بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم صلى واستغفر لأصحاب أحد، وذكر من أمرهم ما ذكر مع مقالته يومئذ: "يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيرا فإن الناس يزيدون وإن الأنصار على هيئتها لا تزيد، وأنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" قال عبد الله: ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيته وتتام به وجعه حتى غمر اللدود، قال عبد الله: فاجتمع إليه نساء من نسائه أم سلمة وميمونة ونساء من نساء المسلمين منهن أسماء بنت عميس، وعنده العباس عمه فأجمعوا أن يلدوه وقال العباس: لألدنه. قال: فلدوه. فلما أفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صنع هذا بي؟ " قالوا: يا رسول الله عمك. قال: "هذا دواء أتى به نساء جئن من نحو هذه الأرض، وأشار نحو أرض الحبشة" قال: "ولم فعلتم ذلك" فقال عمه العباس: خشينا يا رسول الله أن يكون بك ذات الجنب، فقال: "إن ذلك لداء ما كان لله -عَزَّ وجَلَّ- ليقذفني به لا يبق في البيت أحد إلا لد. إلا عمي" فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة لقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقوبة لهم بما صنعوا به.
[درجته: حسن بالشواهد، وفي بعض ألفاظه ضعف، هذا السند: فيه انقطاع الزهري محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس طبقته تقريب التهذيب 506 لكن شيخه عبد الله بن كعب تابعي ثقة ويقال له رؤية، لكن الحديث حسن بما في الصحيح وغيره].
9 - قال البخاري (1 - 168): حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا".
ورواه مسلم (1 - 377).