حتى كنت في أقصى أرض المسلمين مما يلي الروم، قال: فكرهت مكاني الذي أنا فيه حتى كنت له أشد كراهية له مني من حيث جئت. قال قلت: لآتين هذا الرجل فوالله إن كان صادقا فلأسمعن منه، وإن كان كاذبا ما هو بضائري. قال: فأتيته واستشرفني الناس وقالوا: عدي بن حاتم. عدي بن حاتم. قال أظنه قال ثلاث مرار قال: فقال لي: "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" قال قلت: إني من أهل دين، قال: "يا عدى بن حاتم أسلم تسلم" قال قلت: إني من أهل دين قالها ثلاثًا قال: "أنا أعلم بدينك منك" قال قلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: "نعم". قال: "أليس ترأس قومك؟ " قال قلت: بلى. قال: (فذكر محمَّد الركوسية قال كلمة التمسها يقيمها فتركها) قال: "فإنه لا يحل في دينك المرباع" قال: فلما قالها تواضعت مني هنية قال: "وإني قد أرى أن مما يمنعك خصاصة تراها ممّن حولي، وأن الناس علينا إلبا واحدا، هل تعلم مكان الحيرة" قال قلت: قد سمعت بها ولم آتها قال: "لتوشكن الظعينة أن تخرج منها بغير جوار حتى تطوف" (قال يزيد بن هارون جور. وقال يونس عن حماد جواز ثم رجع إلى حديث عدي بن حاتم) "حتى تطوف بالكعبة ولتوشكن كنوز كسرى بن هرمز أن تفتح" قال قلت: "كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز" قال قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز" ثلاث مرات "وليوشكن أن يبتغى من يقبل ماله منه صدقة فلا يجد" قال: فلقد رأيت ثنتين، قد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالكعبة، وكنت في الخيل التي غارت. وقال يونس عن حماد: أغارت على المدائن، وأيم الله لتكونن الثالثة، إنه لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنيه.
[درجته: سنده صحيح ولكن انظر إلى التخريج، رواه: الحاكم (4 - 564) من طريق هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين وابن حبان (15 - 71) من طريق آخر عن أيوب عن محمَّد بن سيرين عن أبي عبيدة، هذا السند: صحيح محمَّد بن أبي عدي الحافظ الثقة أبو عمرو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي وقيل بل هي كنية إبراهيم حدث عن حميد الطويل وداود بن أبي هند وابن عون وعوف الأعرابي وحسين المعلم وطبقتهم وعنه أحمد بن حنبل والفلاس وبندار ومحمَّد بن المثنى والحسن