قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن ناعوس البحر قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإِسلام قال: فبايعه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وعلى قومك" قال: وعلى قومي، قال: فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فمروا بقومه فقال. صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة فقال: ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد.
1 - قال ابن إسحاق: سيرة ابن هشام (2 - 275): حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: "هل لكم في خير مما جئتم له؟ " فقالوا له: وما ذاك؟ قال: "أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل علي الكتاب".
قال: ثم ذكر لهم الإِسلام وتلا عليهم القرآن. قال: فقال إياس بن معاذ وكان غلامًا حدثا: أي قوم وهذا والله خير مما جئتم له. قال: فيأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من تراب البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال: دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا. قال: فصمت إياس وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج.
قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيدة فأخبرني من حضره من قومه عند موته: أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله تعالى ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإِسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما سمع.
[درجته: سنده قوي، رواه: من طريقه أحمد بن حنبل (5 - 427) والطبريُّ في التفسير (3 - 378) والطبرانيُّ (1 - 276)، هذا السند: جيد ابن إسحاق لم يدلس حيث صرح بالسماع من شيخه