ْ40 - قال عبد الرزاق (11 - 194): أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصبحت قريبا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال: "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت" ثم قال: "أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف الليل" ثم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} -حتى- {نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروه سنامه؟ " فقلت: بلى يا رسول الله قال: "رأس الأمر الإِسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قال: قلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: "اكفف عليك هذا" فقلت: يا رسول الله أوإنا لمأخوذون بما نتكلم؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم".
[درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي أبو وائل هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم تقريب التهذيب (268) وتلميذه هو عاصم بن بهدلة أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام التقريب (285) ومعمر بن راشد أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل التقريب التهذيب (1 - 541) وحديثه عن عاصم حسن إلا إذا خالف، وله شاهد عند الحاكم (2 - 447) عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت والحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ وحبيب بن أبي ثابت ثقة فقيه جليل لكنه كان كثير الإرسال والتدليس تقريب التهذيب (1 - 150)، لكنه لم ينفرد تابعه الحكم بن عتيبة أبو محمَّد الكندي الكوفي وهو ثقة ثبت فقيه تقريب التهذيب (175)].
41 - قال الطبري في التفسير (10 - 172): حدثنا علي بن داود قال ثنا عبد الله بن صالح ثنا الليث قال ثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن رجلًا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: ما لقرائنا هؤلاء أرغبنا بطونا وأكذبنا ألسنة وأجبننا عند اللقاء. فقال له عوف: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب عوف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -