إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة".
19 - قال ابن حبان (10 - 357): أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو يحيى محمَّد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا علي بن بحر قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة؟ " فقال رجل من القوم وإن لم أقتل؟ قال: وإن لم تقتل فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ثم دعا رأس الجاثليق فأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك؟ فنادى قيصر: من صاحب الكتاب فهو آمن؟ فجاء الرجل فقال: إذا أنا قدمت فأتني، فلما قدم أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت، ثم أمر مناديا ينادي: ألا إن قيصر قد اتبع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وترك النصرانية. فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره. فقال لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد ترى إني خائف على مملكتي. ثم أمر مناديا فنادى: ألا إن قيصر قد رضي عنكم، وإنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا، فانصرفوا وكتب قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم. وبعث إليه بدنانير فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ الكتاب: "كذب عدو الله ليس بمسلم وهو على النصرانية" وقسم الدنانير.
[درجته: سنده صحيح، شيخ ابن حبان ثقة قال في تذكرة الحفاظ (2 - 731): السراج الحافظ الإمام الثقة شيخ خراسان أبو العباس محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفى مولاهم النيسابوري صاحب المسند والتاريخ، وشيخه محمَّد بن عبد الرحيم بن أبي زهير البغدادي البزاز أبو يحيى المعروف بصاعقة ثقة حافظ من رجال البخاري التقريب (493) وعلي بن بحر بن بري البغدادي فارسي الأصل ثقة فاضل تقريب التهذيب (398) ومروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة ودمشق ثقة حافظ من رجال الشيخين التقريب (526) وشيخه حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة تابعي سمع أنسًا وهو ثقة التقريب (181) وللحديث شواهد تأتي بعده].