قال: فذهبت انظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا.
17 - قال ابن أبي شيبة (7 - 417): حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين انكشف الناس عنه فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد آخذ بعنان بغلته الشهباء، وهي التي أهداها له النجاشي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك يا زيد ادع الناس". فنادى: أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم، فلم يجب أحد عند ذلك، فقال: "ويحك حض الأوس والخزرج" فقال: يا معشر الأوس والخزرج هذا رسول الله يدعوكم، فلم يجبه أحد عند ذلك، فقال: "ويحك ادع المهاجرين فإن لله في أعناقهم بيعة" قال فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون وكسروها، ثم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح عليهم.
[درجته: سنده صحيح رواه ابن أبي شيبة, مرسلًا وآخره متصل وليس كما في المطالب، حيث وهم الهيثمي -رحمه الله- فوصله فالذي وصله هو الروياني (1 - 73): حدثنا محمَّد بن إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى أنا يوسف به موصولًا، ويوسف وشيخه وتلميذه كلهم ثقات].
18 - قال مسلم (3 - 1402): حدثنا زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم فتوارى عني فما دريت ما صنع، ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فولى صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى، فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعًا ومررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزما وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأى بن الأكوع فزعا"، فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوا مدبرين، فهزمهم الله -عَزَّ وجَلَّ- وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائمهم بين المسلمين.