رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته من ثبت معه - صلى الله عليه وسلم -، وفيمن ثبت معه من المهاجرين: أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد قتل يومئذ، ورجل من هوزان على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح له طويل أمام هوازن، وهوازن خلفه، إذا أدرك طعن برمحة وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه, وأبو سفيان بن حرب وبعض الناس يشمت بالمسلمين.
[درجته: سنده صحيح، عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)، وعبد الرحمن بن جابر تابعي ثقة (1 - 475)].
16 - قال مسلم (3 - 1398): وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال: حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نفارقه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي عباس ناد أصحاب السمرة" فقال عباس (وكان رجلًا صيتا) فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها. فقالوا: يا لبيك يا لبيك. قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار. قال: ثم قصرت الدعوة علي بني الحارث بن الخزرج. فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا حين حمي الوطيس. قال: ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: "انهزموا ورب محمد"