أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤونة، وكانت أمه أم أنس (أم سليم) كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عذاقا فأعطاهن النبي - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد، قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مكانهن من حائطه، وقال أحمد بن شبيب أخبرنا أبي عن يونس بهذا وقال مكانهن من خالصه.
ورواه مسلم (3 - 1391)، وزاد بسند مرسل: قال ابن شهاب وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما توفي أبوه فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة، ثم توفيت بعدما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أشهر.
3 - قال البخاري (2 - 973): حدثنا أبو أحمد حدثنا محمَّد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبا فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامل يهود خيبر على أموالهم وقال: "نقركم ما أقركم الله". وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة". فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم قال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك.