[درجته: سنده صحيح، رواه الترمذيُّ (4 - 145)، وأبو داود (4 - 141)، والدارميُّ (2 - 294)،وابن ماجه (2 - 849)، وابن أبي شيبة (6 - 542)،هذا السند: صحيح عبد الملك بن عمير تابعي ثقة فقيه (1 - 521) وشيخه صحابي].
45 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 - 427): أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد: لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي -عليه السلام- إذا مر به يقول: "كيف أمسيت؟ " وإذا أصبح قال: "كيف أصبحت؟ " فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان يسأل عنه وقالوا: قد انطلقوا به فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول أتعبتنا في المشي. فقال: إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة. فانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وهي تقول: ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل نائحة تكذب إلا أم سعد" ثم خرج به قال: يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد فقال: "ما يمنعكم من أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا -وقد سمى عدة كثيرة لم أحفظها- لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم".
[درجته: سنده حسن، رواه ابن سعد (3 - 428)، هذا السند: صحيح عاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي (1 - 385)، ومحمود صحابي أما عبد الرحمن فهو حسن الحديث إذا لم يخالف فهو من رجال الشيخين (1 - 483) وقد وثق توثيقا معتبرا ففي تهذيب التهذيب (6 - 172)، قال الدوري عن بن معين ثقة ليس به بأس وقال الدارمي عن بن معين صويلح وقال أبو زرعة والنسائيُّ والدارقطنيُّ ثقة وقال بن عدي وهو ممّن يعتبر حديثه ويكتب وقال النسائي في موضع آخر ليس به بأس، أما جرحه فغير مفسر قال بن حبان كان ممّن يخطئ ويهم كثيرا مرض القول فيه أحمد ويحيى