ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله -عَزَّ وجَلَّ-: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- هؤلاء الآيات على رسوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}.
[درجته: حديثٌ حسنٌ: رواه من طريق ابن إسحاق: أحمد (1 - 265)، وأبو داود (3 - 15)، والحاكم (2 - 325)، وعبد بن حميد (1 - 227)، وأبو يعلى (4 - 219)، والبيهقيُّ (9 - 163)، وابن المبارك في الجهاد (1 - 60)، هذا السند: صحيح لولا عنعنة أبي الزبير .. وقد دلس أبو الزبير اسم شيخه الذي صرح به في الرواية وهو الإمام المجاهد سعيد ابن جبير، كما توبع أبو الزبير عند ابن المبارك، وللحديث شاهد سنده حسن عند ابن جرير في التفسير (4 - 171) من طريق محمَّد بن إسحاق عن الأعمش عن أي الضحى عن مسروق بن الأجدع قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآيات: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآية، قال أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلي قناديل من ذهب في ظل العرش فيطلع الله إليهم اطلاعة فيقول يا عبادي ما تشتهون فأزيدكم فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة نأكل منها حيث شئنا ثلاث مرات ثم يطلع فيقول يا عبادي ما تشتهون فأزيدكم فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة نأكل منها حيث شئنا إلا أنا نختار أن ترد أرواحنا في أجسادنا ثم تردنا إلى الدنيا فنقاتل فيك حتى نقتل فيك مرة أخرى].
84 - قال عبد الرزاق (5 - 277): عن ابن عيينة عن أبي الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله (يعني قتلى أحد) قال: فأخرجهم رطابا يتثنون. قال: فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دمًا. قال فقال أبو سعيد: لا ينكر بعد هذا منكر أبدا.
[درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح سفيان بن عيينة إمام معروف وثقة حافظ حجة (1 - 312)، وشيخه أبو الزبير اسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس صدوق من رجال الشيخين (2 - 207)، وهو مدلس لكنه صرح بالسماع من شيخه هنا].