رأسه ثم شم يده ثم قال: ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط. ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها فأخذ بفري رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله. فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئًا. قال محمد بن سلمة فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافنا لم تغن شيئا، فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه النار، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته، فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ، فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا، قال: فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث، حتى أسندنا في حرة العريض، وقد أبطأ عنا صاحبنا الحارث بن أوس ونزفه الدم، فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا، فاحتملناه فجئنا به رسول الله وهو قائم يصلي فسلمنا عليه, فخرج إلينا فأخبرناه بقتل عدو الله وثفل على جرح صاحبنا ورجعنا إلى أهلنا، فأصبحنا وقد خافت يهود.
[درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه البيهقي (3/ 200)، في هذا السند صرح ابن إسحاق بالسماع من شيخه ثور الديلي وشيخه ثقة من رجال الشيخين. التقريب (1/ 120) وشيخ زيد هو الإِمام الثقة تلميذ ابن عباس -رضي الله عنه-].
1 - قال مسلم (3 - 1387): حدثني محمد بن رافع وإسحاق بن منصور قال بن رافع حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر: أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير، وأقر قريظة ومن عليهم، حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا أن بعضهم لحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآمنهم وأسلموا، وأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام، ويهود بني حارثة وكل يهودي كان بالمدينة.