خلف لا نجوت إن نجا أمية. فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم، فقتلوه ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلا ثقيلا، فلما أدركونا قلت له: أبرك. فبرك فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه.
2 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (3 - 179): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه .. قال ابن إسحاق وحدثينه أيضا عن عبد الله بن أبي بكر وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة , وكان اسمي عبد عمرو، فتسميت حين أسلمت عبد الرحمن ونحن بمكة، فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول: يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبواك؟ فأقول: نعم. فيقول: فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف. قال: فكان إذا دعاني: يا عبد عمرو لم أجبه. قال فقلت له: يا أبا علي أجعل ما شئت. قال: فأنت عبد الإله. قال: فقلت: نعم. قال: فكنت إذا مررت به قال: فأنت عبد الإله. قال فقلت: نعم: قال: فكنت إذا مررت به قال: يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه، حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع ابنه علي ابن أمية آخذ بيده ومعي أدراع قد استلبتها فأنا أحلمها، فلما رآني قال لي: يا عبد عمرو، فلم أجبه فقال: يا عبد الإله. فقلت: نعم فقال: هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدرع التي معك. قال قلت: نعم ها الله ذا. قال: فطرحت الأدرع من يدي وأخذت بيده ويد ابنه وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط أما لكم حاجة في اللبن؟ قال: ثم خرجت أمشي بهما. قال ابن هشام: يريد باللبن أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن.
[درجته: رواية حسنة رواه: البخاري , هذا السند: ثلاث طرق أحدهما مرسل والآخران منقطعان ويشهد لهما حديث البخاري (2 - 807) السابق وهو ليس بحديث].