اللَّهم إنهم جياع فأشبعهم" ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا.
[درجته: سنده حسن، رواه: رواه البيهقي (3 - 38)، والحاكم (2 - 144)، وابن سعد (2 - 20)، وأبو داود (2747): من طريق ابن وهب, هذا السند: سنده حسن .. ابن وهب إمام مر معنا، وحيي حسن الحديث إذا لم يخالف، قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة التهذيب (3 - 63)، والحبلي من رجال مسلم وهو ثقة واسمه: عبد الله بن يزيد المعافري].
10 - قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا عن عبد الله بن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر قالوا: لما سمع رسول الله بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعض، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله يلقى حربا، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفًا من الناس حتى أصاب خبرًا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك، فحذر عند ذلك واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة وخرج رسول الله في أصحابه حتى بلغ واديًا يقال له ذفران، فخرج منه حتى إذا كان ببعضه نزل وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار النبي الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر -رضي الله عنه- فقال فأحسن، ثم قام عمر -رضي الله عنه- فقال فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض إلى حيث أمرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لئن سرت بنا إلى برك الغماد يعني (مدينة الحبشة) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.