الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (6 - 321): محمَّد بن أبي محمَّد مدني عن سعيد بن جبير وغيره لا يعرف، روى عنه ابن إسحاق، من هنا يصح من هذه الرواية الجزء الأول منها إلي قولهم: "حتى نبرئك منه".
وللحديث شاهدان يتقوى بهما. الأول عند عبد بن حميد [ابن كثير (1/ 502)] وفيه ضعف يسير من أجل رجل لم يوثقه إلا ابن حبان وهو الذيال بن حرملة، وشاهد قصير عند ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر وفيه ابن إسحاق لم يصرح بالسماع من نافع فالحديث بهذه الطرق حسن.
1 - قال أحمد (1 - 303): حدثنا إسحاق بن عيسى ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ونائلة وإساف، لو قد رأينا محمدًا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة - رضي الله عنها - تبكي حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك؟ فقال: يا بنية أريني وضوء، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا، ها هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم إليه منهم رجل فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال: شاهت الوجوه ثم حصبهم بها فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرًا.
[درجته: سنده قوي، رواه أيضًا (1/ 368) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر، عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير، وهذا الإسناد رجاله ثقات أثبات، إلا عبد الله بن عثمان بن خثيم، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن، فقد وثقة أئمة كبار، وليس في ترجمته جرح مفسر فالسند حسن. انظر التقريب (1/ 422) فقد قال الحافظة: صدوق. وانظر كذلك لك التهذيب (5/ 314)].