الحاكم ج2 ص485 –أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} إلى قوله {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} نزل في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم. وقوله {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا للمشركين. وقوله تعالى {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك، فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وقد أعرضت عن حديث على عند الشيخين؛ لأن الحافظ في الفتح ج10 ص260 قال وقد بين السياق على أن هذه الزيادة مدرجة، وأخرجه مسلم أيضا عن إسحاق بن راهوية عن سفيان وبين أن تلاوة الآية من قول سفيان.
فعلم بهذا أن القصة ثابتة في الصحيحين، لكن نزول الآية وذكرها معضل؛ لأن سفيان من أتباع التابعين.
وهكذا آية {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ} فإن ذكر النزول من طريق سفيان، وهي أيضا من قوله كما في البخاري ج13 ص17، وكذا في الأدب المفرد ص23، وجاءت من طريق أخرى عند الطيالسي وأبي يعلى وابن جرير وغيرهم، وفيها مصعب بن ثابت وهو ضعيف كما في الميزان لذلك ما كتبتها.