قوله تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ)
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال: حدثنا أبو روح الحرمي ابن عمارة قال: حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي يحدّث عن ابن عمر أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله".
(الصحيح 1/94-95 ح25- ك الإيمان، ب فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) ، ومسلم (الصحيح 1/53 ح22 ك الإيمان - ب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ... ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (إلا قول إبراهيم لأبيه) قال: نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه، فيستغفروا للمشركين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم) الآية، ائتسوا به في كل شيء، ما خلا قوله لأبيه (لأستغفرن لك) فلا تأتسوا بذلك منه، فإنها كانت عن موعدة وعدها إياه.
قوله تعالى (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) قال لا تعذبنا بأيديهم، ولا بعذاب من عندك، فيقولوا: لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) قال: يقول: لا تظهرهم علينا فيفتنوا بذلك، يرون أنهم إنما ظهروا علينا لحق هم عليه.