فحملوه حتى مروا على بني إسرائيل، فتكلمت الملائكة -عليهم السلام- بموته، حتى عرفت بنو إسرائيل أنه قد مات، فانطلقوا به فدفنوه، فلم يطلع على قبره أحد من خلق الله إلا الرّخم، فجعله عز وجل أصم أبكم.
(المطالب العالية، ق126/ب - ك أحاديث الأنبياء، ب أخبار موسى وهارون عليهما السلام - النسخة المسندة) . وأخرجه الطبري في تفسيره (22/52) ، وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير (3/520) والحاكم في (المستدرك 2/579) من طرق، عن عباد بن العوام به، قال الحاكم عقبه: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) عقب إيراده الحديث عن ابن منيع: هذا إسناد صحيح.
وقال مرة: إسناد قوي. (فتح الباري 8/534) ثم قال رحمه الله: موفقاً بين هذا الأثر وبين الحديث المرفوع في الصحيح والذي فيه أنهم آذوه بقولهم: إنه آدر - قال: وما في الصحيح أصح من هذا، لكن لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر تقدم تقريره غير مرة) . وقال ابن كثير -رحمه الله- قريباً من ذلك.
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
انظر تفسير الآية (102) من سورة آل عمران، وانظر سورة الإسراء آية (53) (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (وقولوا قولا سديدا) يقول: سدادا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) أي: عدلا، قال قتادة: يعني به في منطقه وفي عمله كله، والسديد: الصدق.
قوله تعالى (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
في هذه الآية بيان ثمرة الاستجابة للآية السابقة وعاقبة القول السديد والتقوى في الدنيا والآخرة.