قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) لم يبين هنا جل وعلا في هذه الآية الكريمة سبب قتله لهذه النفس ولا ممن هي ولم يبين السبب الذي نجاه به من ذلك الغم ولا الفتون الذي فتنه ولكنه بين في سورة القصص خبر القتيل المذكور في قوله تعالى (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال: هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) وأشار إلى القتيل المذكور في قوله (قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) وهو المراد بالذنب في قوله تعالى عن موسى (فأرسل إلى هارون ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون) وهو مراد فرعون بقوله لموسى فيما ذكره الله عنه (وفعلت فعلتك التي فعلت) الآية.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (فنجيناك من الغم) قال: من غم قتل النفس.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وفتناك فتونا) ، يقول: اختبرناك اختبارا.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى) السنين التي لبثها في مدين هي المذكورة في قوله تعالى (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قال: (على قدر يا موسى) قال: على موعد.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (على قدر يا موسى) قال: على قدر الرسالة والنبوة.