.. وأنت غنّي عنه بالحَدَثان
أرِدْ لي جميلا جُدْتَ أو لم تجُد به ... فإنكَ ما أحببتَ فيَّ أتاني
هذا البيت الذي هو عُوذَتُها:
لو الفلكَ الدَّوارَ أبغضت سعَيهُ ... لعوَّقه شيء عن الدَّوران
وكقوله في قصيدة منها:
في خَطّهِ من كل قلب شهوةُ ... حتى كأن مِدادَه الأهواءُ
ولكل عين قُرةُ في قُربه ... حتى كأن مَغيبه الأقذاءُ
هذا البيت الذي جعله المقطع:
لو لم تكن من ذا الورى اللَّذْ منك هُوْ ... عَقِمتْ بمولد نسلها حواّءُ
وكقوله في آخر قصيدة:
خَلَتِ البلادُ من الغزالةِ ليلتهاَ ... فأعاضَهاكَ اللهُ كَنْى لا تَحزناَ
ومن ولوع أبي الطيب بالتصغير قوله: ... أذم إلى هذا الزمان أهَيْلَهُ
وقوله:
مَنْ لي بفهم أهَيْل عصر يدّعي ... أنَ يحسْبُ الهنديَّ فيهم باقِلُ
وقوله: حُبيَّبتا قلبي فؤادي هَيا جُمْلُ.
وقوله: ونام الخُويدم عن لَيْلِنَا وقوله: أفي كل يوم تحت ضِبْني شُوَيعرُ فقد كان مولعاً بالتصغير لا يقنع من ذلك بخلسة الغير، ولا ملامة عليه، إنما هي عادة صارت كالطبع، فما حسن منها مأنوس الربع، ولكنها تغتفر مع المحاسن، هكذا قال المعري في رسالة الغفران.