تمام كذا، فإذا أراد المتنبي قال: قال الشاعر كذا، تعظيما له. فقيل له يوماً: لقد أسرفت في وصفك المتنبي، قال: أليس هو القائل:

بَليِت بِليَ الأطلال إنْ لم أقفْ بها ... وٌقوفَ شحيح ضَاع في التُرْبِ خاتمهُ

فقيل له: كم قدر ما يقف الشحيح على الخاتم؟ قال: أربعين يوماً فقيل له: ومِن أين علمت ذلك؟ قال: سليمان بن داود عليهما السلام وقف على طلب الخاتم أربعين يوماً. فقيل له: ومن أين علمت أنه بخيل؟ قال: من قوله تعالى:) وَهَب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي (وما كان عليه أن يهَب الله لعباده أضعاف مُلْكه! ومنها:

كئيباً تَوَقَّاني العواذُل في الهَوَى ... كما يَتَوقَّى رَيَّض الخيلِ حازمُهْ

قفيِ تَغْرَمِ الأولَى من اللَّحظ مُهجتي ... بثانية والمتلفُ الشيء غارمُهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015