مثل أبي على في حقه ذلك. ولما استقر بدار السلام، وترفع عن مدح الوزير المهلبي ذاهباً بنفسه عن مدح غير الملوك شق ذلك على المهلبي، فأغرى به شعراء العراق، حتى نالوا من عرضه، وتباروا في هجائه، فلم يجبهم، ولم يفكر فيهم، فقيل له في ذلك فقال: إني فرغت من إجابتهم بقولي لمن هو أرفع طبقة في الشعر منهم:
أرى المتشاعرين غَرُوا بذمي ... ومَنْ ذا يحمَدُ الداء العُضالا
ومن يك ذا فمٍ مّرٍ مريضٍ ... يجدْ مُرّاً به الماءَ الزُّلالا