نسألك عن الدين فتعرض، ويأتيك غلام من قريش فينشدك سفهاً فتسمعه؟ فقال: تالله ما سمعت سفهاً فقال ابن الأزرق:

رأت رجلاً أما إذا الشمسُ عارضتْ ... فَيَخزي وأما بالعشيّ فَيخسَرُ

فقال ما هكذا قال، وإنما قال: " فيضحى وأما بالعشي فيحضر ".

قال: أو تحفظ الذي قال؟ قال: والله ما سمعتها إلا ساعتي هذه ولو شئت أن أردها لرددتها. قال: فارددها فأنشده إياها كلها.

ومثلها ما حكاه أبو عبادة البحتري عن أبي تمام، قال البحتري: أول ما رأيت أبا تمام أني دخلت على أبي سعيد محمد بن يوسف وقد مدحته بهذه القصيدة:

أأفاقَ صَبُّ من هوىَّ فأُفيقا ... أم خان عهداً أمْ أطاع شفيقاً

إن السلوَّ كما زعمت لَرَاحةُ ... لوْ راح قلبي للسلُوّ مُطيقاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015