نسألك عن الدين فتعرض، ويأتيك غلام من قريش فينشدك سفهاً فتسمعه؟ فقال: تالله ما سمعت سفهاً فقال ابن الأزرق:
رأت رجلاً أما إذا الشمسُ عارضتْ ... فَيَخزي وأما بالعشيّ فَيخسَرُ
فقال ما هكذا قال، وإنما قال: " فيضحى وأما بالعشي فيحضر ".
قال: أو تحفظ الذي قال؟ قال: والله ما سمعتها إلا ساعتي هذه ولو شئت أن أردها لرددتها. قال: فارددها فأنشده إياها كلها.
ومثلها ما حكاه أبو عبادة البحتري عن أبي تمام، قال البحتري: أول ما رأيت أبا تمام أني دخلت على أبي سعيد محمد بن يوسف وقد مدحته بهذه القصيدة:
أأفاقَ صَبُّ من هوىَّ فأُفيقا ... أم خان عهداً أمْ أطاع شفيقاً
إن السلوَّ كما زعمت لَرَاحةُ ... لوْ راح قلبي للسلُوّ مُطيقاً