ثور1:
فضول أزمَّتها أسْجَدَت ... سجودَ النصارى لأربابها2
وأنشد3:
فقلن لَهُ أسْجِدْ لِلَيْلَى فأسجَدا ... يعني البعير إذَا طأطأ رأسه لتِرْكَبَهُ
وهذا وإن كان كذا, فإن العرب لَمْ تعرِفه بمثل مَا أتَت بِهِ الشريعة من الأعداد والمَواقيت والتَّحريم للصلاة، والتَّحليل منها. وكذلك القيام أصله عندهم الإمساكُ ويقول شاعرهم4:
خَيلٌ صِيامٌ وأُخرى غير صائمة ... تَحْتَ العَجاج وخيلٌ تعلُكُ اللُّجُما
ثم زادت الشريعة النِّية، وحَظَرَت الأكلَ والمُباشَرَة وغير ذَلِكَ من شرائع الصوم. وكذلك الحَجُّ، لَمْ يكن عندهم فِيهِ غير القصد، وسَبْر الجِراح. من ذَلِكَ قولهم5:
وأَشْهَدُ من عوفٍ حلُولاً كثيرةً ... يَحجُّون سِبَّ الزِّبرِقان المُزْعْفَرا
ثم زادت الشريعة مَا زادته من شرائط الحج وشعائره.
وكذلك الزِّكاة، لَمْ تكن العرب تعرفها إِلاَّ من ناحية النَّماءِ، وزاد الشرع مَا زاده فِيهَا مما لا وجه لإطالة الباب بذكره.
وَعَلَى هَذَا سائر مَا تركنا ذِكرَه من العُمْرة والجهاد وسائر أبواب الفِقه.
فالوجه فِي هَذَا إذَا سُئل الإنسان عنه أن يقول: فِي الصلاة اسمان لُغويٌّ وشرعيٌّ، ويذكر مَا كانت العرب تعرفه، ثُمَّ مَا جاءَ الإسلام بِهِ. وهو قياسُ مَا تركنا ذكرَه من سائر العلوم، كالنحو والعَروض والشِّعر, كل ذَلِكَ لَهُ اسمان لُغوي وصِناعيٌّ.