وبقزوين رجل يعرف بابن الرياشي القزويني, نظر إلى حاكم من حكامها -من أهل طبرستان- مقبلا, عليه عمامة سوداء، وطيلسان أزرق، وقميص شديد البياض، وخفه أحمر, وهو مع ذلك كله قصير، على برذون أبلق هزيل الخلق، طويل الحلق، فقال حين نظره:

وحاكم جاء على أبلق ... كعقعق جاء على لقلق

فلو شاهدت هذا الحاكم على فرسه لشهدت للشاعر بصحة التشبيه وجودة التمثيل، ولعلمت أنه لم يقصر عن قول بشار بن برد:

كأن مثار النقع فوق رءوسهم ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

فما تقول لهذا، وهل يحسن ظلمه في إنكار إحسانه وجحود تجويده؟

وأنشدني الأستاذ أبو علي محمد بن أحمد بن الفضل لرجل بشيراز يعرف بالهمذاني، وهو اليوم حي يرزق، وقد عاب بعض كتابها على حضوره طعامًا مرض منه:

وقيت الردى وصروف العلل ... ولا عرفت قدماك الزلل

شكى المرض المجد لما مرضت ... فلما نهضت سليمًا أبل

لك الذنب لا عتب عليك ... لماذا أكلت طعام السفل

طعام يسوى ببيع النبيذ ... ويصلح من خدر ذاك العمل

وأنشدني في شاعر، هو اليوم هناك، يعرف بابن عمرو الأسدي، وقد رأيته فرأيت صفة وافقت الموصوف:

وأصفر اللون أزرق الحدقه ... في كل ما يدعيه غير ثقه

كأنه مالك الحزين إذا ... هم بزرق وقد لوى عنقه

إن قمت في هجوه بقافية ... فكل شعر أقوله صدقه

وأنشدني عبد الله بن شاذان القاري ليوسف بن حمويه، من أهل قزوين، ويعرب بابن المنادي:

إذا ما جئت أحمد مستميحا ... فلا يغررك منظره الأنيق

له لطف وليس لديه عرف ... كبارقة تروق ولا تريق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015