فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} 1 وقال: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} 2 كيف تحول المعنى بالتصريف من العدل إلى الجَوْر. ويكون ذلك في الأسماء والأفعال فيقولون للطريقة في الرمل "خِبَّة" وللأرض المخصبة والمجدبة "خُبَّة". وتقول في الأرض السهلة الخوَّارة "خارت، تخورُ، خَوْراً، وخؤورًا"، وفي الإنسان إذا ضعُف "خارَ، خَوَراً"، وفي الثور "خار، خُواراً". ويقولون للمرأة الضخمة "ضِنَاك" وللزُّكمة "ضُنَاك" ويقولون للإبل التي ذهبت ألبانها "شَوْل" وهي جمع "شائلة". والتي شالت أذنابها لِلَّقح "شُوَّل" وهي جمع "شائل". ويقولون لبقية الماء في الحوض "شَوْل" ويقولون للعاشق "عميد" وللبعير المتأكل السَّنام "عَمِد" إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يُحصى.

باب معاني ألفاظ العبارات التي يعبّر بها عن الأشياء:

ومرجعها إلى ثلاثة وهي: المعنى، والتفسير، والتأويل. وهي وإن اختلفت فإن المقاصد بها متقاربة.

فأما المعنى فهو القصد والمراد. يقال: "عَنَيْتُ بالكلام كذا" أي: قَصَدْتُ وعَمَدْت. أنشدني القطان عن ثعلب عن ابن الأعرابي3:

مثلُ البُرام غدا في أُصْدَةٍ خلَقِ ... لم يستَعِن وحوامي الموتِ تَغشاهُ

فَرَّجْتُ عنه بِصِرْعَيْنا لأرمَلة ... وبائس جاء معناه كمعناهُ

يقول في رجل قُدِّم لِيُقتل، وأنه فرج عنه بِصِرْعين، أي فِرْقين من غنم: قد كنتُ أعددتُها لأَرملة تأتيني تسألني أو لبائس مثل هذا المقدَّم ليقتل معنا، أي إن مقصدهما في السؤال والبؤس ومقصد واحد ويجوز أن يكون المعنى "الحال" أي حالهما واحدة.

وقال قوم اشتقاق "المعنى" من "الإظهار" يقال: "عَنتِ القِرْبة" إذا لم تحفظ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015