كقوله جلّ ثناؤه: {لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} 1 المعنى: اتخذوا من دونه آلهة لا يأتونَ عليهم بسلطان بين.

و"التمني" قولك: "وَدِدتكَ عندنا" وقوله2:

وَدِدتُ وما تُغني الوَدَادَةُ أنني ... بما في ضمير الحاجِبيَّة عالِمُ

قال قوم: مِن الأخبار، لأن معناه "ليس" إذا قال القائل: "لَيْتَ لي مالاً" فمعناه: ليس لي مالٌ. وآخرون يقولون: لو كان خبراً لجاز تصديق قائله أو تكذيبه، وأهل العربية مختلفون فيه على هذين الوجهين.

أما "التعجب" فتفضيل شخص من الأشخاص أو غيره على أضرابه بوصف. كقولك: ما أحسَنَ زيداً. وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} 3 وكذلك قوله جلّ ثناؤه: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} 4 وقد قيل: إنّ معنى هذا: "ما الذي صَبَّرهم". وآخرون يقولون: "ما أصبرَهم: ما أجرأهم". قال وسمعت أعرابيّاً يقول لآخر: ما أصبرك على الله، أي ما أجرأك عليه.

باب الخطاب بلفظ المذكر أو لجماعة الذُّكران:

إذا جاء الخطاب بلفظ مذكّر ولم يُنَصَّ فيه على ذِكر الرجال فإنّ ذلك الخطاب شامل للذُكران والإناث. كقوله جلّ ثناؤه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} 5. كذا تَعْرف العرب هذا. فإن قال القائل: "هذا لقوم من بني فلان" فقد ذهب أكثرُ أهل اللغة إلى أن "القوم" للرجال دون النساء، فسمعت عليَّ بن إبراهيم يقول، سمعت ثعلباً يقول: يقال: "امُرُؤُ, وامْرَءان, وقوم" و"امرأة. وامْرأتان. ونِسْوَة". وسمعت عليّاً يقول: سمعت المفسّر يقول: سمعت عبد الله بن مُسْلم يقول: القوم للرجال دون النساء، ثم يخالطهم النساء فيقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015