وهنا سؤال هام؟ يقول بعض العلمانيين والمتشككين: آمنا بفضل الصديق ومكانته وإيمانه وتقواه لكن ليس بالضرورة أن يكون المؤمن التقي الورع هو أصلح الناس للخلافة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعط الإمارة لأناس لا يشك أحد في تقواهم وورعهم؛ لأنهم لا يصلحون للقيادة والإمارة، فمثلاً: لم يعط الإمارة لـ أبي ذر، وقال له: (إنك امرؤ ضعيف)، بينما ولى عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه على وجوه الصحابة بما فيهم أبو بكر وعمر في سرية ذات السلاسل، ولاه لأنه أبصر بالحرب، يعني: يقولون: قد يكون هناك من هو أبصر بالخلافة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ونحن وإن كنا نعلم أن هذا الطرح من المتشككين طرح جدلي؛ لأن الأيام أثبتت بعد ذلك كفاءة الصديق كخليفة وكقائد، أثبتت تفوقه على غيره في كل الأمور، إلا أننا نسير معهم فيما قالوه، ونقارع -كما يقولون- الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، فنقول لهم: ما هي شروط الخليفة في الإسلام؟