زيارته, إلا أنه لا تشد الرحال إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه, وإذا قصد مع ذلك الزيارة فلا بأس, ومن أنفق نفيس أوقاته بالاشتغال بالصلاة عليه الصلاة والسلام الواردة عنه, فقد فاز بسعادة الدارين, وكفى همه وغمه كما جاء في الحديث عنه. أ. هـ.

ونحن نتحدى القائلين بأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جهرا بعد الأذان لها أصل من الدين, أن يأتوا بدليل من الكتاب أو السنة الصحيحة أو الحسنة, فإن أتوا به فعلى الرأس والعين وإلا فكلامهم مردود عليهم, وكيف يستطيعون أن يأتوا بدليل والحال أن هذا الأمر محدث باتفاق المانعين والمحسنين لهذه البدعة, ولم ينتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله الدين, وأتم به النعمة على العالمين بقوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً} .

فإذا كانت هذه البدعة وسائر المبتدعات حسنة, يتقرب بها العبد إلى الله ويثاب عليها, فلماذا لم يأمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم؟

تفنيد قول القائلين باستحباب الجهر بالصلاة على النبي بعد الأذان

فقد علم بالضرورة والتواتر أن المؤذنين في زمنه صلى الله عليه وسلم وزمن خلفائه كانوا قادرين على الصلاة عليه بعد الأذان إعلانا, وإنه لا مانع يمنعهم منها إلا أن يكون شرعيا دينيا.

ويوقن العاقلون أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلينا وغيرهم من الصحابة والتابعين والأئمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن المبارك والليث بن سعد والأوزاعي وغيرهم, أن هؤلاء لو كانوا يعرفون أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة اليوم بعد الأذان تقرب إلى الجنة وتزيد في الأجر لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015