ولما هاجر الشيخ العز من دمشق وقد ناهز الستين لم يحمل شيئاً من حطام الدنيا ومتاع البيت، أو ما كدَّسه من مناصبه وأعماله، ولما استقال العز من القضاء عند فتواه ببيع الأمراء ورفض السلطان لذلك، خرج من القاهرة، وكل أمتعته في الحياة مع أسرته، حمْل حمار واحد، مما يدل على قناعته بالقليل، وزهده في المال والمتاع، ولما مرض الشيخ العز، وأحس بالموت، أرسل له الملك الظاهر بيبرس أن يعين أولاده في مناصبه وقال: .. أن يكون ولدك مكانك بعد وفاتك "في تدريس الصالحية"، فقال العز: ما يصلح لذلك، قال له: فمن أين يعيش؟ قال: من عند الله تعالى، قال له: نجعل له راتباً؟: قال هذا إليكم (?)، ثم أشار إلى تعيين تقي الدين بن بنت الأعز (?)، والحقيقة أن ولد العز الشيخ عبد اللطيف كن عالماً فقيهاً، يصلح للتدريس، ولكن ورع العز وزهده منعه من جعل منصب التدريس وراثة لأولاده (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015