يا سيدي! خيرا، أي شيء العمل؟ فقال الشيخ: أنادي عليكم وأبيعكم. قال نائب السلطان: ففيم تصرف ثمننا؟ قال الشيخ: في مصالح المسلمين. قال نائب السلطان: من يقضيه؟ قال الشيخ: أنا. وأنفذ الله أمره على يد الشيخ – رحمه الله – فباع الملوك منادياً عليهم واحد تلو الآخر، وغالى سلطان العلماء في ثمنهم وقبضه وصرفه في وجوه الخير التي تعود بالنفع على البلاد والعباد (?).

ومن هنا عرف الشيخ العز، بأنه "بائع الملوك" واشتهر أمره في الآفاق، وسجل له التاريخ موقفاً فريداً لم يشهده العالم أجمع، وعلا صوت الحق، وعزَّ العلماء، وتمّ تطبيق شرع الله تعالى، وهزم الباطل وطاشت سهام السلطة والقوة المادية، أمام سلطان الله تعالى، وأحكامه، وصدق على العز حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر (?)، وعاد العز إلى عرينه في كنف الله تعالى ورعايته، وهو القائل: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خّوان كفور" (الحج، آية: 38) والقائل: "والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (يوسف، آية 21).

العز يهدم قاعة المنكر، ويسقط عدالة الوزير:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015