[169])، ثم لم يمض أخوه الصالح إسماعيل تبطيل المنكرات وكان نائبه يومئذ، ثم استقل بالملك بعد موته ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى قدم أخوه الملك الكامل من الديار المصرية بجيوشه إلى دمشق وحاصر أخاه إسماعيل، ثم اصطلح معه، وأكرم الكامل العز غاية الإكرام وقد اجتمع مع العز بحضور أخيه إسماعيل، فقال الكامل: إن هذا له غرام برمى البندق، فهل يجوز له ذلك؟ فقال الشيخ: بل يحرم عليه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنه، وقال: إنه يفقئ العين ويكسر العظم (?)، فيلاحظ أن ملوك بني أيوب كانوا يعزون الشيخ ويكرمونه غاية الإكرام ويحبون مجالسته والاستماع إلى نصحه، والعمل بمشورته، بما فيه خير الإسلام والمسلمين، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ولا يهابهم ولا يجاملهم (?)، وقد اشتهر العز بالإفتاء حتى أن الناس كانت ترد عليه من البلاد لتستفتيه، كما أن شهرته بذلك قد وصلت إلى مصر قبل أن يذهب إليها بدليل أنه لما ذهب إليها سنة (639هـ) امتنع مفتيها الحافظ المنذري من الفتيا وقال: كنا نفتي قبل حضور الشيخ عز الدين، وأما بعد حضوره فمنصب الفتيا متعين عليه (?)، وقد بادله العز نفس الإكرام والتقدير فامتنع عن التحديث لوجود حافظ عصره المنذري، وكان كل منهم يجل الآخر ويحضر دروسه (?). وكان العز حريصاً كل الحرص في فتاويه يتحرى الدقة فيها حتى أنه مّرة أفتى بشيء ثم تبين أنه أخطأ فنادى في الأسواق في مصر والقاهرة على نفسه: أنه من أفتاه فلان بكذا فلا يعمل به فإنه (?)