[167]) وبقى العز على تلك الحال ثلاثة أيام، ثم إن الشيخ العلامة جمال الدين الحصري شيخ الحنفية في زمانة ذهب إلى الأشرف فقال له: إيش بينك وبين ابن عبد السلام" وهذا رجل لو كان في الهند، أو في أقصى الدنيا كان ينبغي للسلطان أن يسعى في حلوله في بلاده لتتم بركته عليه وعلى بلاده ويفتخر به على سائر الملوك وكان لتدخل الشيخ جمال الدين الحصري أثر في احترام وتقدير الشيخ العز حتى أن السلطان قال: نحن نستغفر الله مما جرى، ونستدرك الفارطة في حقه، والله لأجعلنه أغنى العلماء، وأرسل إلى الشيخ واسترضاه وطلب محاللته ومخاللته (?)، فكان بعد ذلك يأخذ بفتواه ومشورته وقد طلبه في مرض موته كما ذكرنا وسأله محاللته ونصحه، فنصحه العز بأن يحول عسكره الذين استعدوا لقتال أخيه الملك الكامل حاكم مصر إلى جهة العدو المشترك التتار، وكانوا قد ظهروا في شرق بلاد الإسلام في ذلك الوقت، فأمر الأشرف بذلك كما نصحه بإبطال المنكرات التي يرتكبها نوابه من الزنا وإدمان الخمور وتمكيس المسلمين، وظلم الناس، فأمر الأشرف بإبطال ذلك، كما باشر العز بنفسه تبطيل بعضها وبعد هذه النصيحة قال الأشرف: جزاك الله عن دينك وعن نصائحك وعن المسلمين خيراً، وجمع بيني وبينك في الجنة بمنه وكرمه، وأطلق له ألف دينار مصرية، فردها عليه، وقال: هذه اجتماعه لله لا أكدرها بشيء من الدنيا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015