- وقال محمد حسن عبد الله في ختام بحثه عن عبد العزيز بن عبد السلام بائع الملوك: بعد معرفتنا بهذا كله ندرك أيَّ حياة الحركة كان هذا الرجل الذي زلزل قواعد الظلم في زمانه، وجددَّ حياة الحركة العلمية الإسلامية وأعاد الدماء الحارة الحرة إلى شرايينها، فأعاد إلينا ذكر المصطفين الأخيار من علماء صدر الإسلام، وقادته الاجتماعيين، ومتصوفته العارفين (?).

- العز يعرف نفسه:

وقبل كل هذا الثناء من الآخرين، وبعد هذا الثناء، يأتي ثقة العز العالم الواثق بربه والعارف لما أعطاه الله من علم وفقه وحرصه على نشره بين الناس ابتغاء مرضاة الله تعالى، ولذلك لما هاجر من دمشق، ورحل في طريقه إلى مصر، هرع إليه أمراء المدن لاستضافته في إماراتهم لكي يحظوا بوجوده عندهم، ويسابقوا غيرهم، ويفخروا به؛ ومن بين هؤلاء صاحب الكرك وهي قلعة قوية، ومدينة صغيرة فجاء سلطانها وسأل العز الإقامة عنده، فأجابه بصراحة الرجال، وثقة: بلدك صغير على علمي، وقصدي نشره وتابع سيره إلى أرض الكنانة، وعاصمة الأيوبيين في القاهرة.

وصدق الشاعر عندما قال:

هم الرَّجال وعيبٌ أن يُقال لمن ... لم يتصف بمعاني وصفِهم رَجُلُ (?)

ك- ما قيل فيه من شعر:

قال فيه تلميذه ابن الطباخ:

مجلسكم بحر وإني أمرؤ ... لا أحسن العوم فأخشى الفرق

وقال يحي بن عبد العظيم الجزار بمدح الشيخ ذكر ابن السبكي بيتين من ذلك هما:

سار عبد العزيز في الحكم سيراً ... لم يسره سوى ابن عبد العزيز

عمنا حكمه بفضل بسيط ... شامل للورى ولفظ وجيز

وقال قاضي أسوان عمر بن عبد العزيز يمدحه في مجلسه:

مولاي عز الدين عز بك العلا ... فخراً فدون حذاك منه الهام

لما رأينا منك علماً لم يكن ... في الدرس قلنا إنه إلهام

جاوزت حد المدح حتى لم يطق ... نظما لفضلك في الورى النظام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015