- وقال العلامة مصطفى السباعي: بعد أن عرض العصر الذي سبق العز، وسكوت أكثر العلماء عن الجهر بالحق، أو مسايرة الحكام، أو اعتزال الحياة العامة قال: في هذا الوسط المضطرب نشأ العالم العظيم "سلطان العلماء" عز الدين بن عبد السلام، فكان وجوده نسمة من نسمات الرجاء تهبُّ على قلوب اليائيسين, وعزمة من عزمات الإيمان، تنبعث في أوساط المتخاذلين، وومضة من ومضات النور تضيء الطريق للمدلجين في دياجير الظلام، وسوطاً من سياط الحق يلهب الله به ظهور المتكبرين والمتجبرين والظالمين، إن العز بن عبد السلام من أعظم علماء الإسلام الذين تهزني دراسة آثارهم وسيرتهم هزاً عنيفاً (?).
- وقال الأستاذ رضوان علي الندوي: ... وهناك جانب لشخصيته آخر مشرق .. وهو ملكته الأصيلة في فهم الشريعة وروحها ومقاصدها فهماً راسخاً شاملاً عقلياً دقيقاً مبتكراً بعض الابتكار وهو من السابقين الأول في حركة "التقعيد" في الفقه الإسلامي وتطويره .. إلى أن قال في الخاتمة:"انتهينا من البحث في حياة سلطان العلماء الشيخ العز بن عبد السلام، فرأيناه عالماً جليلاً يدرس ويؤلف ويفتي وقاضياً عدلاً يحكم ويقضي، وعرفناه عالماً مجاهداً يوجه ويرشد ويعترض وينتقد الملوك والأمراء والعامة على السواء، وهو في هذا يتحمل الأذى والمشقة ويتعرض للخطر والاضطهاد، فلا يبالي ولا يقف ويواصل النشاط، ويدأب على العمل، ويقيم على الحق ويحاول إقامته في المجتمع حتى قضى ... وكان بذلك رجل عصره وموجّه زمانه وقدوة لمن بعده (?).