دونه، ودفن بالقرافة في آخرها، ولما بلغ السلطان خبر موته قال: لم يستقر ملكي إلا الساعةن لأنه لو أمر الناس فيّ ما أراد لبادروا إلى امتثال أمره (?) وقال السبكي نقلاً عن ولده الشيخ عبد اللطيف: وكانت وفاة الشيخ في تاسع جمادى الأولى في سنة ستين وستمائة فحزن عليه – الظاهر – كثيراً حتى قال: لا إله إلا الله ما اتفقت وفاة الشيخ إلا في دولتي وشيّع أمراءه وخاصته وأجناده لتشييع جنازته وحمل نعشه، وحضر دفنه (?)، وقد اختلف في عمره روايتين احداهما أن عمره: اثنتان وثمانون سنة والأخرى ثلاث وثمانون سنة وهذا الاختلاف راجع إلى الخلاف في ولادته، فمن قال إنه ولد سنة 577هـ جعل عمره 83سنة ومن قال إنه ولد سنة 578هـ جعل عمره 82سنة وأما ما ذكره المقريزي من أن عمره اثنتان وستون فهو خطأ لأنه مخالف لما ذكره عامة المؤرخين، ولعله تحريف من النساخ أو خطأ منهم والله أعلم وبالجمع بين هذه الروايات أرى أن أقربها للصحة والصواب ما ذكره السبكي من أن عمر العز ثلاث وثمانون سنة (?)، والله أعلم.
5 - أقوال العلماء فيه: لقد شهد العلماء قبل العامة للعز بن عبد السلام بالإمامة والرياسة وعلو المقام يدل على ذلك مواقفه التي ذكرنا طرفاً منها ومؤلفاته وتلامذته الذين طبقت شهرتهم الآفاق وقد شهد للشيخ علماء عصره ومن جاء بعدهم من جهابذة العلم ومشاهير الرجال وهذه نبذة من أقوالهم (?):
أ- ثناء المعاصرين له:
- قال العلامة ابن الحاجب صديق العز ومعاصره ورفيقه في السفر والرحلة عن العز: ابن عبد السلام أفقه من الغزالي (?).