ى ـ وقال الشيخ عبد الرحمن بن حمد الفوزان:
"كان مثال الورع والزهد الصحيح، فقد أتته الدنيا تطلب وده ضاحكة مبتسمة، لكنه رفضها وأباها، وكم من مرة عرضت عليه المناصب الرفيعة، والأعمال الغالية فأصبحت محاولاتها عبثاً، ولم يرض أن تفرض له المرتبات، ولا أن يجرى عليه المخصصات، بل كان قانعاً بما عنده من كفاف حتى إن مخصص إمامه الجامع الكبير ـ الذي تولى الصلاة فيه سنين عديدة ـ كان ينفقها في المصالح الخيرية وعلى الفقراء والمعوزين.
أما إفادة العلمية: فيكفيك أنه قد جلس للتدريس والإفتاء وهو في عقده الثالث حتى تخرج على يديه الكثير من القضاة والمدرسين.
ولست بحاجة إلى شاهد، فمؤلفاته المنتشرة في جميع الآفاق أكبر دليل على اتساع مداركه، وامتداد معارفه، إذ إنها لا تبحث في موضوع واحد وحسب، بل متعددة النواحي مختلفة الأهداف....."1.
وهذه نهاية الفصل الثاني من الباب الأول. وبالله التوفيق.