والجوارح والمؤمنون متفاوتون في هذه الأمور أعظم تفاوت"1.

وقال في شرحه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير...."2.

".....وهذا من أدلة السلف على أن الإيمان يزيد وينقص، وذلك بحسب علوم الإيمان ومعارفه وبحسب أعماله.

وهذا الأصل قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضيع كثيرة"3.

مسألة الاستثناء في الإيمان:

وهذه المسألة مترتبة على ما سبق بيانه من أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وأنه يزيد وينقص فإذا ثبت ذلك. فإنه ينبغي للإنسان إذا قال أنا مؤمن أن يستثني؛ لأنه لا يستطيع أن يجزم بأنه كمّل الأعمال، وإن جزم بذلك فقد زكى نفسه.

قال ابن سعدي بعد أن عرف الإيمان وبين أنه أصل عظيم وأن أهل السنة والجماعة يعتقدون أنه قول وعمل واعتقاد "........ويرتبون على هذا الأصل صحة الاستثناء في الإيمان.

فيصح أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله؛ لأنه يرجو من الله تكميل إيمانه فيستثني من غير شك منه بحصول الإيمان"4.

وقال في تفسيره لقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا....} 5 "....وفيه دلالة على جواز إضافة الإنسان إلى نفسه الإيمان على وجه التقييد بأن يقول أنا مؤمن بالله، كما يقول آمنت بالله بل هذا الأخير من أوجب الواجبات، كما أمر الله به أمراً حتماً بخلاف قول العبد: أنا مؤمن ونحوه فإنه لا يقال إلا مقروناً بالمشيئة لما فيه من تزكية النفس؛ لأن الإيمان المطلق يشمل القيام بالواجبات وترك المحرمات، فهو كقوله أنا متقي أو ولي أو من أهل الجنة، وهذا التفريق هو مذهب محققي أهل السنة والجماعة"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015