لقد فقد عمر المختار عدداً كبيراً من رفاقه الابطال الذين وقعوا شهداء في ساحة الوغى وكان من بينهم المختار ابن شقيقه محمد فشق عليه فقده رغم انه لا يزيد مكانة عند عمه السيد عمر المختار أكثر من إخوانه المجاهدين، لقد كان ابن أخيه عائلاً له يهتم بشؤون أسرة عمر المختار ويشرف على شؤونه الخاصة وخدمته الشخصية وكان بمثابة الابن حيث لم يكن لعمر ابن يتولى شؤون العائلة لأن ابنه الوحيد محمد صالح كان لايزال طفلاً، ثم إن السيد عمر المختار تعود مصاحبة الفقيد منذ سنة 1916م والى جانب كل ذلك فإنه من أبطال الجهاد ومن الابناء البررة. لقد احتسب المختار وأظهر التجلد وصبر صبراً جميلاً وكان يقول لكل من جاء لتعزيته:

إن كل فرد من رفاقي المجاهدين هو عندي بمنزلة المختار. إنني فقدت مختاراً واحداً، ولكنني أعيش بين عدداً من المختارين كل منهم يملأ مكان ابن اخي وردد قول الشاعر الشعبي:

الدنيا أمفيت الله من واليها ... وين الصحابا قبلنا أو نبيها

وين بون يادم ... وين الشيوخ اللي كبار مقاوم

اللّي يندهوا للعبد هو والخادم ... وَنْ جاهم الطالب حاجتا يقضيها

ومعنى الابيات:

أن الله سبحانه وتعالى ولي الدنيا ووارثها وكل مافي هذه الدنيا مصيره الفناء، فأين رسول الله وصحابته وهم أكرم خلق الله عليه، وأين السادة الكبار الذين سبقونا وكان من شمائلهم المناداة للخدم من أجل خدمة الضيف وكل من جاء يطلب حاجة تقضي له، ومما قاله عمر المختار من الشعر:

ياعين كفى راه يومك قادم ... صيور البنا دم حفرتا ماليها

ومعنى البيت أنه يخاطب نفسه بأن تكفى عن البكاء لأن أجله في طريقه إليه ومصير بني آدم هو تلك الحفرة (القبر) التي يملؤها رفاته بعد الموت (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015