بلغ عدد أصول الفرق وفروعها عددا كبيرا ولا سيما بعد اتساع الفتوح حتى أصبح حصر عدد هذه الفرق عند المؤرخين مختلفا عليه.

فنشأة الخلاف قديمة منذ موت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سكنت النفوس بعد خطبة أبي بكر المشهورة وتلا عليهم قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (?) .

اختلفوا في موضع دفنه صلى الله عليه وسلم أيكون بمكة أم بالمدينة أو بيت المقدس الذي به تربة الأنبياء ومشاهدهم صلوات الله عليهم، وزال الخلاف بعد أن قال أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء يدفنون حيث يقبضون فقبلوا منه رأيه ورجعوا على قوله ودفنوه في حجرته.

اختلافهم في باب الإمامة وطال الكلام فيها وتعددت الآراء والأفكار وانتهى وقتها بتولية أبي بكر رضى الله عنه، ولكن كل هذه الخلافات كانت مؤقتة وزالت. ويقول الاسفراييني:" الخلاف لا يكون خطيرا إلا إذا كان في أصول الدين ولم يكن اختلاف بينهم في ذلك بل كان اختلاف من يختلف في فروع الدين مثل مسائل الفرائض فلم يقع خلاف يوجب التفسيق والتبري، هكذا جرى الأمر على السداد أيام أبي بكر وعمر وصدر من زمان عثمان ثم اختلف في أمر عثمان وخرج عليه قوم منهم فكان من أمره ما كان." (?)

موقف ابن عبد الوهاب من علم الكلام:

(?) ـ نستهل حديثنا عن موقف ابن عبد الوهاب من علم الكلام بنص له ورد في الدرر السنية: (أن علم الكلام بدعة وضلالة حتى قال أبو عمر بن عبد البر: أجمع أهل العلم في جميع الاعصار والأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وضلالات لا يعدون عند الجميع من طبقات العلماء) . (?)

(?) من الأسباب التي ذكرها ابن عبد الوهاب في كراهيته لعلم الكلام أنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015