فأما الحالة الأولى.

قوله تعالى عن ملكة سبأ: "قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ" (النمل، آية: 29 ـ 35).

وأما الحالة الثانية فقول إحدى المرأتين الأختين لأبيها عن موسى عليه السلام: " قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" (القصص، آية 26).

وقد نتج عن هذه المشورة المباركة استقرار وأمن وراحة كبيرة لموسى عليه السلام.

ووضحت أن قيمة الشورى تتسع لسائر المواطنين في كل شأن يمس المصلحة العامة، فلا يتدخل المواطنون المسلمون فيما يجريه المواطنون غير المسلمين من شورى في شئون عقيدتهم ولا المواطنون غير المسلمين فيما يمارسه المسلمون من شورى في شؤون عقيدتهم إلا ما كان أدخل في القواعد المشتركة بينهما من قيم إنسانية، وقواعد أخلاقية وشؤون فنية وإدارية.

وتحدثت عن أهل الشورى وصفاتهم وطريقة اختيارهم وذكرت أهم صفاتهم كالعلم، الأمانة، والخبرة، ولخصت أهم صلاحيات مجلس الشورى ووظائفه وتكلمت عن الأصول والقواعد الشرعية التي تؤيد تطوير المؤسسة الشورية، كقاعدة سدَّ الذرائع، والمصالح المرسلة والاقتباس لما فيه مصلحة وخير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015